عدد الرسائل : 47 العمر : 54 القارئ المفضل : الشيخ عبد الباسط عبد الصمد وماهر المعيقلى تاريخ التسجيل : 20/09/2008
موضوع: قصة آدم عليه السلام 2008-09-20, 10:47
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته أخوانى الكرام وأخواتى أمهات المؤمنين برجاء تقبل عذرنا لأن الموضوع جديد علينا وأن شاء الله نفيدكم ونستفيد منكم
لأن البرنامج مبنى فى المقام الأول على التفاعل بين الأخوه وألأخوات من خلال المعلومات المفيده يلا يا أخوانى بسم الله
هو أول البشر وأول رسول بعث إلى البشرية عاش على الأرض نحو ألف عام ، يدعو ذريته إلى عبادة الله الواحد الصمد ، وجمع الله سبحانه وتعالى لخلقه قبضة من تراب الأرض فيها الأبيض والأسود والأصفر والأحمر ، لهذا جاء الناس ألوانا مختلفة ، فخلقه الله من طين كما جاء فى الآية الكريمة} إذ قال ربك للملائكة إنى خالق بشرا من طين { ونفخ فيه من روحه سبحانه فتحرك جسد آدم ودبت فيه الروح ، وصوره فى أبدع تصوير وجعله على أحسن تقويم. كرمه الله تعالى بكثير من النعم ومنها أنه أسجد له الملائكة ، ثم علمه الأسماء كلها وجعله خليفة له فى أرضه ليعمرها ويملأها خيراُ وبركة.
حين قرر الله تعالى خلق آدم حدث ملائكته من باب إعلامهم كى يسجدوا له ، حدثهم أنه سيجعل فى الأرض خليفة} إنى جاعل فى الأرض خليفة { وأن هذا الخليفة سوف يكون له ذرية وأحفاد وقامت الحيرة فى نفوس الملائكة الأطهار } أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك { فرد الله عليهم بأنه علام الغيوب الذى لا يخفى عليه شىء فى الأرض ولا فى السماء ، وأنه أعلم ما هو خفي على الملائكة وعلى الخلائق جميعا ، وأن له حكمة من وراء ذلك. وقوله سبحانه وتعالى } وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر{ يبين الإكرام العظيم من الله تعالى لآدم عليه السلام وأن الملائكة قد سجدت لآدم تشريفا وتكريما أما إبليس فقد امتنع عن السجود تكبرا وأصبح باستكباره وامتناعه من الكافرين الضالين.
والحكمة من جعل آدم عليه السلام خليفة لله تعالى فى الأرض هى الرحمة بالعباد إذ هم لا طاقة لهم على تلقى أوامر الله ونواهيه مباشرة ، كذلك كان من إحسان الله أن يرسل الرسل من البشر.
بعد ذلك } وعلم آدم الأسماء كلها { فقد أعطاه الله تعالى القدرة على اختصار الأشياء فى رموز ومسميات وعلمه أن يسمى الأشياء ، وغرس الله فى نفس آدم معرفة لا نهاية لها وحبا للمعرفة لانهاية له. بعد أن تعلم آدم أسماء الأشياء ، عرض الله هذه الأشياء على الملائكة فقال } أنبئونى بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين{ وعندئذ اعترفت الملائكة بعجزها وقصورها فى تسمية الأشياء واستخدام الرموز فى التعبير عنها } قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم{ وشهدت بأن الله لا تخفى عليه خافية ، وأنه الحكيم الذى لا يفعل إلا ما تقتضيه الحكمة ، ومن الآيات ندرك أن فى إخبار الله تعالى للملائكة عن استخلاف آدم فى الأرض تعليما لعباده الأخذ بالمشاورة فى أمور دنياهم قبل أن يقدموا عليها.
أمر الله آدم أن يسكن فى جنة الخلد مع زوجته حواء وأن يأكلا من ثمارها أكلا رغدا من أى مكان ، ونهاهما الله أن يأكلا من شجرة يقال إنها شجرة الكرم كما أشار إلى ذلك ابن عباس رضي الله عنه. وإذا أكلا منها صارا من الظالمين لأنفسهما بمعصية أوامر الله } وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين{ لكن الشيطان أوقعهما فى الخطيئة بسبب الإغواء بالأكل منها ، فأخرجهما الله من نعيم الجنة وأمرهم جميعا بالهبوط إلى أرض فيها الحياة والموت ثم البعث والنشور وجعلهم وذريتهم أعداء لإبليس إلى يوم القيامة ، } فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم فى الأرض مستقر ومتاع إلى حين{ خرج آدم وحواء من الجنة وكان آدم حزينا وكانت حواء لا تكف عن البكاء ، } قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين{ فتقبل الله توبته لأن الله غفور رحيم يقبل التوبة من عباده ويعفو عن التائبين المخلصين وأرسله إلى الأرض أول رسول لأبنائه.
ولما توفى آدم عليه السلام كان ذلك يوم الجمعة جاءته الملائكة بحنوط وكفن من عند الله - عز وجل - وقيل إنه من الجنة فقبضوه وغسلوه وكفنوه وحنطوه وحفروا له ولحدوه وصلوا عليه فوضعوه فى قبره وعزوا فيه ابنه شيث عليه السلام ، وقال محمد ابن إسحاق: "كسفت الشمس والقمر سبعة أيام بلياليهن".
واختلف العلماء فى موضع دفنه ، فالمشهور أنه دفن عند الجبل الذى أهبط فيه فى الهند ، وقيل بجبل
أبى قبيس بمكة ، ويقال إن سيدنا نوح عليه السلام لما كان زمن الطوفان حمله وحواء فى تابوت فدفنهما ببيت المقدس. حكى ذلك ابن جرير.
وروى ابن عساكر عن بعضهم أنه قال: رأسه عند مسجد إبراهيم ورجلاه عند صخرة بيت المقدس. وقد ماتت بعده حواء بسنة واحدة. __________________